يترقب جمهور وعشاق كرة القدم مساء اليوم الأربعاء انطلاق الموقعة الحاسمة التي يحتضنها إستاد أليانز أرينا في مدينة ميونيخ الألمانية بين العريقين بايرن ميونيخ وضيفه مانشستر يونايتد ضمن إياب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وتجري مواجهة الليلة على وقع مشاعر متباينة بين الفريقين ومدربيهما، فنظرياً يبدو بايرن ميونيخ الأقرب إلى التأهل إلى نصف النهائي بعد أن فرض التعادل الإيجابي على يونايتد يوم الثلاثاء الماضي في أولد ترافورد (1-1)، وافتتح التسجيل وقتها نيمانيا فيديتش لأصحاب الأرض في الدقيقة 58 قبل أن يتعادل الألماني الدولي باستيان شفاينشتايغر في الدقيقة 67.
وعلى الرغم من أفضلية بايرن فإن الحذر يكتنف تحضيرات العملاق البافاري للقاء بشكل واضح بسبب غياب كل من شفاينشتايغر نفسه الذي طرد في لقاء الثلاثاء الماضي وخافي مارتينيز الذي سيغيب بسبب حصوله على الإنذار الثاني، إضافة إلى ذلك فإن النتيجة التي حققها البايرن على ملعب أولد ترافورد وإن بدت إيجابية فإنها أيضاً تفتح باب الآمال أمام مانشستر يونايتد خاصة أن الفريق الإنكليزي يلزمه فقط تسجيل هدف في مرمى أوليفر نوير حارس البايرن حتى يستعيد فرصه في التأهل لنصف النهائي، وهو أمر غير مستبعد تماماً إذا ما عرفنا أن الفريق البافاري اهتزت شباكه في آخر أربع لقاءات خاضها بشكل عام.
وكان بايرن الذي توج مبكراً جداً بلقب الدوري الألماني هذا الموسم، فاز خارج ملعبه على هيرتا برلين بثلاثة أهداف مقابل هدف، قبل أن يتعادل على ملعبه مع هوفنهايم (3-3) ثم تعادل أمام مانشستر يونايتد (1-1) قبل أن يلقى هزيمة مفاجئة أمام مضيفه أوغسبورغ يوم السبت الماضي بهدف نظيف في البوندسليغا، وهي الخسارة الأولى للبايرن في 54 مباراة منذ أن سقط أمام باير ليفركوزن 1-2 في 28 تشرين الأول/أكتوبر 2012 عندما كان بقيادة يوب هاينكيس.
مما سبق نكتشف أن إمكانية أن تهتز شباك البايرن في لقاء اليوم أمام مانشستر أمر غير مستبعد تماماً خاصة أن الشياطين الحمر وإن كانوا يعيشون أحد أسوأ مواسمهم على الإطلاق إلا أن الفريق يمر بفترة انتفاضة واضحة في الأيام الأخيرة، حيث تحسن مستواه بشكل واضح، فكتيبة المدرب الاسكتلندي مويز حققت الفوز في ثلاث مباريات من أصل آخر خمسة خاضتها مؤخراً، إذ فاز يونايتد خارج ملعبه على ويست هام بهدفين دون رد ثم تلقى خسارة مذلة في أولد ترافورد أمام مانشستر سيتي بثلاثية نظيفة، قبل أن يكتسح ضيفه أستون فيلا (4-1) ثم قدم الفريق الأحمر واحدة من أفضل مبارياته في الموسم الحالي أمام بايرن ميونيخ رغم التعادل (1-1) وأخيراً اكتسح الفريق مضيفه نيوكاسل يونايتد برباعية نظيفة في مباراة غاب عنها تماماً نجمه واين روني، الذي عمد مويز إلى إراحته قبل موقعة اليوم المرتقبة.
المواجهات السابقة
تعود مواجهات الفريقين في مسابقة دوري أبطال أوروبا إلى عام 1998 عندما التقى الفريقان ضمن مرحلة المجموعات وتعادلا ذهاباً في أولد ترافورد (1-1) وإياباً في ميونيخ (2-2)، وكانت المواجهة الأبرز والأهم بين العملاقين في نهائي بطولة 1999 عندما نجح الشياطين الحمر في قلب تخلفهم (0-1) إلى فوز تاريخي في الوقت المحتسب بدلاً من ضائع (2-1) تلك المباراة التي يعتقد الجميع أنها لن تنمحي من الأذهان أبداً وستظل أحداثها مسيطرة على أي مواجهة تجمع بين "كبيري أوروبا".
تواجه الفريقان في ربع نهائي بطولة عام 2001 حيث فاز بايرن في مواجهتي الذهاب والإياب (0-1) و(2-1) كما التقى بايرن ومانشستر مجدداً في موسم (2001/2002) في دور المجموعات وانتهى لقاء الذهاب بتعادل الفريقين في ميونيخ (1-1) فيما فرض التعادل السلبي نفسه على مواجهة الإياب في مانشستر، وأخيراً التقى الفريقان في ربع نهائي بطولة عام 2010 حيث تمكن العملاق البافاري من إقصاء الشياطين الحمر بالفوز في ميونيخ (2-1) ثم الخسارة في مانشستر (2-3).
والملاحظ أن الفريقين خاضا أربعة مباريات على ملعب أليانز أرينا ولم يهزم بايرن ميونيخ في معقله أمام مانشستر على الإطلاق، إذ فاز بايرن في مواجهتين وتعادل الفريقان في مواجهتين أيضاً، وبصورة عامة فقد التقى بايرن ويونايتد ضمن المسابقة الأوروبية الأم في عشر مواجهات فاز بايرن في ثلاث مباريات وتعادل الفريقان في خمس وانتصر يونايتد في مواجهتين فقط وسجل بايرن 13 هدفاً في شباك الفريق الإنكليزي وتلقت شباكه 12 هدفاً من الشياطين الحمر.
الملاحظة الهامة أن بايرن ميونيخ لم يتمكن في جميع مواجهاته الأخيرة من الفوز على الفرق الإنكليزية بشكل عام على ملعبه ففي نهائي موسم 2011/2012 انتزع تشيلسي اللقب من بايرن في أليانز أرينا عندما التقى الفريقان في نهائي البطولة، ويومها انتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (1-1) ثم تمكن تشيلسي من القبض على لقب البطولة بعد الفوز بركلات الترجيح (4-3)، وفي النسخة الماضية (2012/2013) وعلى الرغم من أن بايرن ألحق بالأرسنال هزيمة مذلة على ملعب الإمارات في لندن بثلاثة أهداف مقابل هدف في ذهاب ثمن النهائي، إلا أن العملاق البافاري عاد وسقط على ملعبه بغرابة في ميونيخ (0-2) وكان الفريق قاب قوسين أو أدنى من وداع البطولة.
وفي نسخة العام الحالي التقى البايرن على ملعبه مع فريقين إنكليزيين أولهما مانشستر سيتي الذي واجهه البايرن ضمن الجولة السادسة والأخيرة من مباريات المجموعة الرابعة، وتمكن الفريق الإنكليزي من الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، أما المواجهة الثانية فكانت في إياب الدور ثمن النهائي أمام أرسنال، وعلى الرغم من أن بايرن فاز ذهاباً في ملعب الإمارات بهدفين دون رد، إلا أنه عبر إلى ربع النهائي دون أن يكرر فوزه على الفريق الإنكليزي عندما التقى الفريقان في ميونيخ حيث انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1)، وبالتأكيد إذا ما نظرنا إلى أن البايرن لم يوفق على ملعبه في السنوات الأخيرة أمام الفرق الإنكليزية إضافة إلى أن الفريق استقبلت شباكه أهدافاً أمام جميع الفرق الإنكليزية التي زارته في أليانز أرينا وأيضاً أمام جميع الفرق التي واجهها في المباريات الأخيرة بشكل خاص سندرك أن العملاق البافاري لم يضمن التأهل أبداً وأنه عليه خوض مواجهته الليلة أمام يونايتد بحذر كبير.
أبرز الغائبين
يعاني الفريقان من ابتعاد عدد كبير من اللاعبين المؤثرين عن صفوفهما في موقعة اليوم لأسباب مختلفة فبايرن ميونيخ سيغيب عنه في اللقاء كل من شفاينشتايغر وخافي مارتينيز للإيقاف فيما تعرض السويسري شيردان شاكيري لإصابة في أوتار الساق أثناء مباراة بايرن وأغسبورغ الماضية، وكان الفريق قد خسر جهود الإسباني الشاب تياغو ألكانتارا الذي أصيب في ركبته اليسرى أثناء لقاء بايرن وهوفنهايم المرحلة قبل الماضية في البوندسليغا.
أما مانشستر فيمر بظروف متشابهة تماماً حيث يغيب عن صفوفه المهاجم البارز الهولندي الدولي روبن فان بيرسي الذي من المتوقع أن يتعافى من إصابته أواخر الشهر الحالي، إضافة إلى المدافعين، البرازيلي رافاييل وإيفانز، كما تحوم الشكوك حول أشلي يونغ ورايان غيغز وكلاهما خرج من مباراة نيوكاسل الأخيرة مصاباً، وجاءت الأنباء السارة لمشجعي يونايتد بالأمس عندما أعلنت إدارة الفريق أن واين روني في سيشارك في التدريبات عقب تعافيه من الإصابة التي لحقت به مؤخراً والتي منعته من المشاركة أمام نيوكاسل بالتحديد.
الأربعاء 09 أبريل 2014, 7:34 pm